النواصي تعتقل المتظاهرين بتكليف من “باشاغا”.. وأب يصرخ: إبني اختطف وهو في طريقه لشراء الحليب
طالب المواطن عماد أبو غرارة بالإفراج عن ابنه الذي اعتقلته مليشيا النواصي ضمن العديد من الأبرياء، خلال محاولتها قمع التظاهرات التي خرجت في العاصمة طرابلس أمس الأحد ضد حكومة “الوفاق”، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وانعدام الخدمات.وقال أبو غرارة في تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك: “لقد تم اختطاف ابني عبدالسلام يوم أمس مع الآلاف من شباب طرابلس، وهو في طريقه لشراء حليب لابنه، ولم نعثر عليه حتى الآن، رجاء الدعاء حتى يرجع سالما، والله الستار”ونشر المواطن تدوينة أخرى معبرة عن حال حفيده، قائلا:”يارب رجعلي بابا خطفوه أمس وهو يجيبلي في حليبي.. أني نبي بابا معاش نبي حليب”، ولاقت تفاعلا كبيرا بين رواد موقع التواصل الاجتماعي.وفي سياق متصل، دشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تحت هاشتاج ” #الحرية_لشباب_حراك_23اغسطس ” داعية للإفراج الفوري عن معتقلي حراك “23/ 8″، لخروجهم في تظاهرات سلمية مشروعة للمطالبة بحقوقهم المهدورة من قبل مجلس فائز السراج الرئاسي،وتحدثت “الساعة 24” مع قانونيين أكدوا عدم قانونية الاعتقالات التي شنتها المليشيات المسلحة التابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق، ضد شباب حراك “23/ 8″، ودعوا إلى ضرورة دعم المجتمع الدولي لأبسط حقوقهم الإنسانية والوطنية التي سلبتها منهم المليشيات الموالية لفتحي باشاغا.من جانبهم، دعا حقوقيون منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني داخل البلاد وخارجها إلى السعي للإفراج فورا عن عشرات الشباب الذين حملوا رايات بيضاء وخرجوا أمس الأحد، مطالبين بالماء والكهرباء والعيش الآدمي، وإعادتهم إلى عائلاتهم.وأوضح الحقوقيون الذين رفضوا الإفصاح عن هويتهم، خلال حديثهم مع “الساعة 24” أن شباب حراك “23/ 8” نادوا بأبسط مقومات الحياة التي حرمهم منها “السراج ورفاقه” الذين طالما رددوا شعارات مدنية الدولة وديمقراطيتها، وكان ثمن خروجهم غاليا، فعائلاتهم لا يعلمون عنهم شيئا، ومصيرهم مجهول إلى هذه اللحظة.وأشار الحقوقيون إلى أن الجميع أقروا بسلمية ومشروعية تظاهرات 23/ 8، وعلى رأسهم البعثة الأممية ووزارة داخلية الوفاق التي أطلقت مليشيا “النواصي” أمس الأحد لقتل الشباب في شوارع العاصمة، واعتقلت آخرين في حملات اعتقال تعسفية.وكانت قد انطلقت عدة تظاهرات ضد حكومة الوفاق، أمس الأحد، في مناطق مختلفة من مدينة طرابلس، للمطالبة بمحاربة الفساد وتردى الأوضاع المعيشية، وتحميل حكومة “السراج” مسؤولية عدم توفير الاحتياجات الأساسية كالمياه والكهرباء والرواتب.وحمل المتظاهرون اللافتات المعبرة عن استيائهم من حكومة الوفاق، وأخرى طالبت بوضع دستور وتحقيق السيادة الوطنية وإجراء انتخابات نزيهة ومحاربة الفساد.وقامت مليشيا «النواصي» في الساعات الأولى من صباح الاثنين، باعتقال عدد من منظمي الحراك من بينهم «مهند إبراهيم الكوافي»، و«ناصر الزياني»، و«الصادق الزياني»، والأخوين «محمود ومحمد القمودي»، وتم نقلهم جميعًا لجهة مجهولة.كشف مصدر أمني مسؤول في اتصال هاتفي مع «الساعة 24» رفض الإفصاح عن هويته لدواعٍ أمنية، أن الاعتقالات التعسفية التي شنتها ممليشيا النواصي جاءت بتعليمات من فتحي باشاغا، لافتة إلى أن نفس المليشيا التي يقودها مصطفى قدور أطلقت الرصاص الحي وبشكل عشوائي على المتظاهرين العزل والأبرياء في ميدان الشهداء أمس الأحد، ما أدى إلى سقوط جرحى وقتلى في صفوف المتظاهرين الذين يطالبون بتحسين ظروفهم المعيشية وتوفير الخدمات.في المقابل قالت البعثة الأممية في بيان لها: “تدعو بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى إجراء تحقيق فوري وشامل في الاستخدام المفرط للقوة من جانب أفراد الأمن الموالين لحكومة الوفاق في طرابلس يوم أمس الأحد، مما أسفر عن إصابة عدد من المتظاهرين. وكان الدافع وراء هذه التظاهرات الشعور بالإحباط من استمرار الظروف المعيشية السيئة، وانقطاع الكهرباء والمياه، وانعدام الخدمات في جميع أنحاء البلد”.وواصلت: “في ظل استمرار إفقار الشعب الليبي والتهديد المستمر لاحتمال تجدد الصراع، تشدد البعثة الى انه قد حان الوقت لكي يضع القادة الليبيون خلافاتهم جانباً وأن ينخرطوا في حوار سياسي شامل كما كان قد أعلن في الأسبوع الماضي كل من رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، ورئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح”.