برنارد ليفي: “شرطة مصراتة” أنقذتني.. وزيارتي إلى ليبيا ليست تافهة
نشرت مجلة “باريس ماتش” الفرنسية تقريرا عن زيارة الكاتب برنارد ليفي إلى مصراتة، بعد الجدل التي أثارته في الأوساط الليبية.وقال ليفي في تقريره إنه وجد ليبيا أكثر انقسامًا من أي وقت مضى، بعد مرور تسع سنوات على التدخل الفرنسي للإطاحة بنظام معمر القذافي، إذ زارها المفكر الصهيوني عام 2011م.ورغم أن ليفي رافقته عناصر من “داخلية” فتحي باشاغا، إلا أنه صوّر لقارئ الصحيفة مغامرته وإصراره على مواصلة طريقه إلى ما تدعى “مقابر جماعية” في غرب ليبيا وبعضها في ترهونة، على حد زعمه.وقال ليفي في التقرير الذي ترجمته “الساعة 24” إن “ليفي ذهب إلى ميدان الإعدام، زيارة يمكن أن تتحول إلى فخ، هذا لم يمنعني من الاستمرار في طريقه، على عكس ما تم الإعلان عنه”، مشيرا إلى أنه توجه إلى موقع لبدة الروماني برفقة (ما أسماها) القوات الخاصة، التي أرسلها وزير داخلية “الوفاق” فتحي باشاغا.وادعى ليفي في تقريره بـ”باريس ماتش” أن مغامرته ليست تافهة، ويقول: “إنك تقود سيارتك على طريق سيئ في غرب ليبيا، بين مصراتة وطرابلس، حيث كان القتال مستعرًا قبل بضعة أسابيع خلال الهجوم الذي شنه من الشرق المشير حفتر”.وأضاف: “لقد اكتشفت للتو، في مدينة ترهونة، (ساحة قتل) ضخمة تم اكتشافها في 10 يونيو الماضي، وهي مقبرة جماعية تضم 47 رجلاً وامرأة وطفلًا، بعضهم مقيد اليدين وراء ظهورهم، والذي يُنسب مقتلهم إلى (ما أسماها) مجموعات الميليشيات الموالية لقوى الشرق (في إشارى إلى الجيش الليبي)” على حد زعمه.واستكمل ليفي سرد زيارته: “تمر عبر مفترق طرق لا يمكن لأي شيء أن يميزه عن جميع مفترق الطرق في جميع المدن الليبية، بساحاتها المجردة، وأشجار النخيل الهزيلة، وأعمدة الإنارة المتداعية حيث يتكئ عليها الشباب العاطل عن العمل وفي أيديهم السيجارة، وحطام السيارات المتروك على الرصيف، وصفائح القمامة التي تملأ المكان”.وتابع ادعاءاته: “الآن تجد نفسك أمام مجموعة من الرجال يرتدون البنادق والزي الرسمي الرملي، ويحيط بهم مدنيون مسلحون ببنادق الكلاشينكوف ويطلقون الشتائم، ويبدأون في إطلاق النار ويصرخون (كلب يهودي) وتظهر سيارة مجهزة بواحدة من تلك المدافع المضادة للطائرات 14.5 ملم، في المشهد مع مرور موكبنا”.ولا تنتهي ادعاءات الكاتب الصهيوني عند هذا الحد، إذ يكمل: “بالكاد لديك الوقت للتساؤل عما إذا كانت سيارتك قد أصيبت، أو إذا كان المصورون المصاحبون لك، في السيارة خلفك قد أصيبوا بأذى، وكان لدى سائقي المركبتين رد الفعل الصحيح بعدم التوقف، وإذا لزم الأمر، إزالة حواجز الطريق بالقوة”.ويواصل: “في هذه الأثناء كانت هناك مركبة تطارد موكبنا، وتتمكن من تجاوزنا وتتوقف في سحابة من الغبار، على بعد ثلاثمائة ياردة من مركبتنا، في نهاية الخط المستقيم، ونرى ركاب المركبة يفتحون أبوابها، وفي أيديهم أسلحة، ليصوبها باتجاهنا”.ويزيد الكاتب الصهيوني من الإثارة في قصته التي يدعي حدوثها: “يصرخ رجل الأمن، الجالس بجنب سائق مركبتنا، (لا تتوقف! لا تتوقف!، بأقصى سرعة)، ويلتقط بندقية AK-47، كانت موجودة بين المقعدين، أما أنا فأٌصلّي حتى لا يطلق المجنون الذي يقف على الطريق النار، بينما كانت سيارة جي إم سي التي تقل المصورين الخاصين بنا، تسارع الخطى مرة أخرى واختارت المرور على اليسار، ومزقت باب السيارة المعادية، وتقوم سيارة ثالثة، وفرتها شرطة مصراتة، بإعاقة المطاردين حتى وصولنا إلى مدينة مصراتة”.