فضائح المنظمات الدولية.. «الصحة العالمية» تزّور تقريرا حول ترهونة وبني وليد في نسخته الإنجليزية
دأبت المنظمات الدولية، على التلاعب في تقاريرها، فضلا عن غياب المصداقية في تناول الأوضاع، إضافة إلى الازدواجية في مخاطبة الرأي العام وارتهانها لدوائر القرار السياسي في الغرب.أكبر مثال على ذلك ما قامت به منظمة الصحة العالمية مكتب ليبيا، الشهر الماضي، حيث قالت في تقرير لها إنها أرسلت شحنات طبية لبني وليد وترهونة وأن شاحناتها تعرضت للقصف أكثر من مرة بالطيران المسير بينما في نسختها الانجليزية لم تشر للقصف من قريب أو بعيد، وتجاهلت ذكره تماما.وجاء في تقريرها الشهر الماضي، قبل دخول المليشيات للمدينة، أنها أرسلت إمدادات طبية أساسية إلى مدينة ترهونة في ليبيا حيث لا يزال 200 ألف من السكان محاصرين بسبب الأعمال القتالية المستمرة.وقالت: “أرسلت منظمة الصحة العالمية الإمدادات الطبية الأساسية، بما في ذلك مجموعات الطوارئ الإسعافية والجراحية وتدبير الأمراض غير السارية إلى مدينة ترهونة التي تبعد 65 كم جنوب شرق طرابلس. كانت ترهونة مسرحاً للأعمال القتالية المكثفة خلال الشهر الماضي، حيث فر أكثر من 3000 شخص من منازلهم، كما أن قدرة المنظمات الإنسانية على الوصول إلى ما يقرب من 200 ألف مدني ما زالوا محاصرين داخل المدينة والمناطق المحيطة بها هي محدودة للغاية”.وأضافت “تعرضت الشاحنات المحملة بالإمدادات الأساسية المتجهة إلى ترهونة وبني وليد للقصف من قبل الطائرات المسيرة عدة مرات، مما ترك سكان بني وليد البالغ عددهم حوالي 150 ألف نسمة يعانون من نقص حاد في الأدوية والغذاء والوقود. استخدمت منظمة الصحة العالمية مساهمة سخية من حكومة ألمانيا لدعم جميع الشحنات الثلاث”.الغريب في الأمر أن المنظمة نشرت بيانها بهذا الشأن كاملا في حينه، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» باللغة العربية، بينما اكتفت بوضع فقرة واحدة فقط من البيان باللغة الإنجليزية، لا يتضمن مسألة تعرض الشاحنات للقصف، وهو ما يثير الريبة في توجهاتها والرسائل التي تخاطب بها المواطنين الغربيين.وامتدادا لما تقوم به المنظمات الدولية من عبث في ليبيا، طالبت الأمم المتحدة بالمشاركة في التحقيق في مائة جثة وجدت بترهونة كثير منها تعود لقتلى المليشيات، بينما اكتفت فقط ببيان خجول بالحث على فتح تحقيق بجرائم المليشيات في ترهونة الموثقة بالصوت والصورة.كل هذه الوقائع وغيرها، دأبت المنظمات الدولية على الانخراط فيها دون أدنى خجل أو مواربة، حتى أن البعثة الأممية هي الأخرى لم تتخل عن هذا النهج، الذي يشير إلى انحياز فج نحو المليشيات وتبرير أو تجاهل كل انتهاكاتهم وإن اضطرت إلى الإدانة تكون بشكل سطحي ومن منطلق تأدية واجب ليس إلا.فأكم من مرة قرر الجيش الليبي الاستجابة للنداءات الدولية وإعلان هدنة في البلاد من المعارك الدائرة، وقوم المليشيات بخروقات لهذه الهدنة، وحين يقوم الجيش بالرد على هذا الأمر، تسارع المنظمات الدولية إلى إدانة الجيش وحده، دون النظر للمليشيات التي تعيث فسادا في البلاد محتمية في الصمت والتواطؤ الدولي.