شهادات لمرتزقة سوريين: تنازلنا عن «شرفنا» مقابل المال وليبيا ليست حربا نريد الموت من أجلها
نشر موقع «ذا ناشيونال»، شهادات لعدد من المرتزقة السوريين في ليبيا، الذين شددوا على أن ليبيا ليست حربا يريدون الموت من أجلها.اختلاف الوعود أفقد المرتزقة حماستهموذكر الموقع، أنهم عندما وصلوا إلى ليبيا لأول مرة في يناير الماضي، لم يتمكن عدنان و30 من رجاله من إخفاء حماساتهم، لقد وعدتهم تركيا بمبلغ 2000 دولار أمريكي شهريًا مقابل القتال، واعتقدوا أنه يمكن كسبها بسهولة، وبعد بضعة أسابيع، انضم إليهم 150 مقاتل آخر. ولكن لم يمض وقت طويل حتى تناقصت الحماسة الأولية.وتابع تقرير الموقع “فقدوا منذ ذلك الحين 19 مقاتلا من لواءهم، وأصيب 80 آخرون في الاشتباكات بالقرب من خط المواجهة في منطقة عين زارة، جنوب العاصمة طرابلس”.دفع الثمنوقال عدنان، البالغ من العمر 40 سنة، وهو قائد مجموعة تابع لفرقة الحمزات: “لم أخسر الكثير من الرجال طوال 10 سنوات من الحرب السورية الدموية. الآن نأسف على قدومنا. الثمن الذي دفعناه مرتفع”.وقع الاشتباك الأكثر دموية في 24 مارس الماضي، عندما اقتحم الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، موقعهم في عين زاره على حين غرة، عند منتصف الليل، استمرت الاشتباكات سبع ساعات، وقتل 28 مقاتلا سوريا من عدة ألوية، وجرح 70 وتم القبض على سبعة من رجال عدنان، عند نقطة تفتيش، على يد قوات تابعة للجيش، وظهر رجل من دير الزور على قناة العربية، يدين عدنان لاصطحابه إلى ليبيا.الندم على الذهاب لليبيايشير الموقع إلى أن معظم المرتزقة الذين جلبتهم تركيا إلى ليبيا قاتلوا في شمال سوريا، وآخرها في عملية نبع السلام، التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أكتوبر 2019، حيث وافق البرلمان التركي في يناير الماضي، على قرار بإرسال قوات إلى ليبيا، لدعم حكومة السراج، التي تتخذ من طرابلس مقرا لها.وأضاف عدنان “أنقرة أرسلت بالفعل 7000 مقاتل من وكلائها السوريين إلى طرابلس ومصراته. وهم يخططون لرفع العدد إلى 10000 في الأشهر المقبلة”، لكنه يأسف لقرار اصطحاب رجاله للقتال في ليبيا.وتابع “إنها مثل بداية الحرب السورية. كل يوم نرسل 100 جندي مصاب إلى الديار، ونجلب 300 جندي جديد. لقد تنازلنا عن شرفنا. بعنا الثورة السورية مقابل المال. لقد أصبحنا بيادق في لعبة الشطرنج، وينقلنا الأتراك إلى حيثما يريدون “.قتال من أجل المالولا يوافق الجميع على نظرة عدنان. حيث قال أسامة، البالغ من العمر 25 سنة، من حلب، وهو ليس من رجال عدنان، بل مقاتل ينتمي إلى كتيبة السلطان مراد: “لماذا أعود إلى سوريا؟، في سوريا، الموت في كل مكان. لكن في ليبيا، يوجد مال وموت. لهذا السبب اخترت البقاء”.وقُتل مراد العزيزي، قائد لواء السلطان مراد، في 30 مايو، أثناء محاولته اقتحام مطار طرابلس الدولي، فحتى مع وصول جائحة فيروس كورونا المستجد إلى ليبيا، لم تتوقف الاشتباكات.المال لم يعد كافياوأطلقت مليشيات السراج وشريكها التركي، في مارس الماضي، عملية أسمتها «عاصفة السلام»، لمحاولة وقف زحف الجيش الليبي على العاصمة، وتحتل الجماعات السورية المجهزة بمدافع مضادة للطائرات عيار 23 ملم و14.5 الخطوط الأمامية.ويعتقد عبد الله، البالغ من العمر 22 سنة، وهو مقاتل من فرقة الحمزات، أن الأموال التي سيكسبها من القتال ستساعد عائلته على البقاء في مخيمات اللاجئين غير الرسمية في إدلب، بالقرب من الحدود مع تركيا.وقال عبد الله في رسالة على تطبيق الواتس آب: “أخبرنا الأتراك أن واجبنا سيكون حراسة قواعدهم العسكرية. ولكن في الواقع، نحن غرقنا في حرب أهلية دموية أخرى، ربما هذا هو السبب في أن الأجر المغري لم يعد كافيا للعديد من السوريين بعد الآن”.إطلاق النار على أنفسهم للهرب من المعاركوطلب الكثير منهم العودة إلى تركيا، لكن الميليشيات السورية لا يمكنها مغادرة ليبيا دون مرافقة أو إذن. كما أن معظمهم ليس لديهم حتى بطاقات هوية، المقاتلون الجرحى هم الوحيدون المسموح لهم بالمغادرة، وقد أطلق 20 على الأقل من جنود عدنان النار على أرجلهم هربًا من خط الجبهة.وقال يوسف، البالغ من العمر 25 سنة، وهو عضو فرقة سليمان شاه التي نشأت في مدينة دير الزور في شرق سوريا، “أريد العودة إلى الديار. هذه ليست الحرب التي أريد أن أموت من أجلها”.وتابع يوسف “نشعر بأننا سجناء. نحن عالقون بين جبهة القتال والبحر خلفنا. ليس لدينا مكان نذهب إليه”.الهرب إلى أوروباأراد يوسف بعد حصوله على راتبه لأول شهرين، الهروب إلى أوروبا، لكنه لم يتمكن من العثور على مهرب، وكان يخشى أيضا أن يطلق عليه الجنود الأتراك الرصاص، أو أن يُقبض عليه من قبل الليبيين.وحذرت مصادر من أن عشرات المقاتلين السوريين قد يحاولون الوصول إلى أوروبا بشكل غير قانوني عبر البحر الأبيض المتوسط، لكن الإحصاءات الرسمية من مكتب الأمم المتحدة الدولي للهجرة في إيطاليا لم تؤكد هذا الأمر.