مستنقع الجيش التركي في ليبيا.. أردوغان يخفي خسائره خوفا من المعارضة
حرص النظام التركي في نهاية فبراير الماضي، على التستر على خبر مقتل ضابط استخباراتي كبير في ليبيا، حيث قتل الضابط أوكان ألتيناي (41 عاما) في هجوم لقوات الجيش العربي الليبي على تمركزات مليشيات السراج والمرتزقة السوريين، وحين أرادت أنقرة تقييد الوصول إلى خبر مقتل ضابطها في ليبيا، سعت للتضييق على صحفيين محليين ومتابعتهم بتهم تتعلق بنشر أخبار كاذبة أو حتى “التخابر” مع دول أجنبية.ليبيا.. مستنقع للجيش التركيوقال موقع «الحرة»، في تقرير له: “تحولت ليبيا كما هو الحال مع سوريا إلى مستنقع للجيش التركي الذي يصر على تدخله لدعم حكومة فائز السراج، حيث كشفت مصادر إعلامية تركية مقتل ضابط مخابرات تركي كبير يشرف على نقل شحنات الأسلحة من أنقرة لصالح حكومة السراج، ويتعلق الأمر بالرائد “سنان كافرلر” (27 عاما) وفق الخبر الذي أورده موقع «تي 24»”.وأكد موقع «تي 24» أن عائلة الضابط أوكان ألتيناي، أفصحت لبعض الصحفيين أن ابنها قتل في ليبيا ثم نقل سرا إلى تركيا، قبل أن يدفن في سرية تامة دون إقامة عزاء ولا جنازة رسمية.الصحافة التركية تفضح ألاعيب أردوغانبينما أعطى موقع «يني أكشام»، فيما بعد تفاصيل عن الحادثة، ثم نشر موقع تلفزيون Odatv خبرا بعنوان “لقد توصل موقعنا إلى صور جنازة عضو جهاز الاستخبارات الذي توفي في ليبيا ودفن في صمت”، واتهم القائمون على الموقع بالادعاء الكاذب وكشف معلومات عن عضو استخباراتي والمجازفة بسلامة أفراد عائلته.وبحسب متابعين، فإن الضابط التركي قد قضى خلال انفجار مستودع بجوار سفينة في ليبيا، حيث ترسو السفن المحملة بحاويات الأسلحة المتوجهة لحكومة السراج التي تدعمها أنقرة ضد قوات الجيش العربي الليبي، التي تطهير العاصمة طرابلس من سطوة وفساد المليشيات الإرهابية.تكتم بسبب المعارضة التركيةويرى مراقبون أن محاولة تركيا التكتم على أخبار خسائرها البشرية، خصوصا من الضباط، ورجال الاستخبارات تحديدا، هدفه منع المعارضة التركية من استغلال تلك الخسائر في حملتها ضد الحكومة في ضوء التحضير للانتخابات المقبلة.وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أعلن الأسبوع الجاري مقتل جنديين تركيين في ليبيا في أول اعتراف رسمي بسقوط ضحايا من الجنود الاتراك، لكنه لم يحدد درجة الضحيتين العسكرية، وبينما تسعى أنقرة لحشد دعم دول الجوار ممثلة في الجزائر وتونس و«شرعنة» تدخلها في ليبيا، رفضت الدول المتاخمة لليبيا التدخل في شؤونها، فيما قالت الجزائر إنها لا تنوي التدخل عسكريا في ليبيا وأنها تفضل طاولة الحوار على الاقتتال، كما أصدرت مختلف القبائل الليبية المعروفة بيانات شجبت فيها محاولة أردوغان التدخل في الشأن الليبي.استهداف تركيا للصحفيينوقبل يومين قضت محكمة تركية بحبس رئيس تحرير صحيفة «يني أكشام» محمد فرحات شاليك، ومدير الشؤون التحريرية بالصحيفة «أيضن كاسر» على خلفية تناول الصحيفة خبر عودة جثمان ضابط الاستخبارات ودفنه في السر.وأشارت صحيفة «زمان التركية» إلى أن المحكمة التركية أخلت سبيل المتهمين لنشرهما أخبارا بشأن مقتل جنود أتراك في ليبيا، ثم عاودت الشرطة اعتقالهما بعد الطعن الذي تقدمت به النيابة العامة، موضحة أن محكمة الصلح والجزاء في إسطنبول قضت بحبس كليهما على ذمة التحقيقات.