اخبار مميزة

تقرير: حكومة “السراج” تدفع أموالًا لشركات أمريكية موالية لتركيا مقابل كسب تأييد “ترامب”

نشرت صحيفة “أحوال تركيا”، اليوم الخميس، تقريرا حول تنافس جماعات الضغط في واشنطن لصالح الأطراف المتحاربة في ليبيا، للتأثير على سياسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن النزاع القائم، وأوضح التقرير أن بعض شركات الضغط التي تعمل لصالح حكومة “السراج” في طرابلس تعمل أيضًا مع أكبر راع أجنبي لها وهي تركيا.ويوضح التقرير الذي أعده للنشر “نيكولاس مورغان”، وترجمته “الساعة 24″، أن الضغط الذي تمارسه تركيا في واشنطن معروف جيدًا، وقد صرفت ببذخ في العقارات المرتبطة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كجزء من جهودها لكسب النقاط مع الإدارة الأمريكية، وتقوم حكومة “السراج” الآن باستخدام بعض هذه الشركات العقارية نفسها، وأبرزها شركة “ميركوري” للشؤون العامة.وأضاف التقرير، “احتفظت حكومة “السراج” بشركة “ميركوري” منذ أبريل من العام الماضي للضغط على الحكومة الأمريكية وغيرها من مجموعات المصالح نيابة عنها، ووقع العديد من أعضاء جماعات الضغط البارزين على هذا العقد وفقًا للسجلات المحفوظة بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب من قبل وزارة العدل الأمريكية”، مشيرا إلى أنه تم تسجيل السناتور الجمهوري السابق ديفيد فيتر، والمستشار السابق لترامب براين لانزا، وسهيلة تايلا، وهي خبيرة سابقة في السياسة التركية الأمريكية في سفارة الولايات المتحدة في أنقرة، بوصفهم من جماعات الضغط لعقد مع حكومة الوفاق الوطني، والذي تبلغ قيمته وفقا مؤسسة الأعلام الأمريكية “بوليتيكو” 150000 دولار شهريًا، بحسب “نيكولاس مورغان”.وذكر “نيكولاس مورغان”، في تقريره، أن شركة “ميركوري” لها تاريخ طويل في العمل مع الزبائن الأتراك بما في ذلك مجلس الأعمال التركي الأمريكي برئاسة محمد علي يلسنداي، وهو حليف مقرب من الرئيس رجب طيب أردوغان، كما توظف السفارة التركية في واشنطن شركة ميركوري أيضا، بحسب التقرير.ولفت التقرير، إلى أن سجلات قانون تسجيل الوكلاء الأجانب تظهر أن جماعات الضغط التي تعمل الآن لصالح حكومة “السراج” جميعها عملت مع أو مسجلة في الوقت نفسه، مع المصالح التركية في الولايات المتحدة، حيث قام لانزا، وهو مساعد ترامب السابق، بممارسة الضغط على المسؤولين الحكوميين الأمريكان نيابة عن مجلس الأعمال التركي الأمريكي في عام 2018، وهو الآن مرتبط بعقد مع حكومة “السراج”، ومن جهتها سجلت “تايلا”، وهي تعمل مع جماعة الضغط الخاصة بالسفارة التركية، أيضًا في اليوم الذي تم فيه توقيع اتفاق حكومة السراج في أبريل من العام الماضي، كما يقوم موريس ريد، قائد شركة ميركوري في عقد حكومة السراج، بخدمة كل من حكومة طرابلس ومجلس الأعمال التركي الأمريكي، بحسب “نيكولاس مورغان”.وأضاف “نيكولاس مورغان”، في تقريره، أن عمل “ميركوري” مع حكومة السراج يقوم على إنشاء موقف أمريكي واضح من الحرب الليبية، تتضمن المواد الإعلامية المقدمة إلى وزارة العدل الأمريكية من قبل شركة “ميركوري” وإقناع إدارة ترامب بتبني مواقف لصالح حكومة السراج هو هدف مشترك مع شركة ضغط أخرى مرتبطة بتركيا، تدعى “غوثام” من بين جماعات الضغط المسجلة لدعم حكومة السراج الشركاء المؤسسون لشركة “غوثام” برادلي جيرستمان وديفيد أ. شوارز.وأكد التقرير أن كلا الرجلين لهما علاقة مع “ترامب” وأولئك الموجودين في دائرته، حيث ساعدت “غوثام” في أعمال ترامب في نيويورك منذ عام 2010، وعمل شوارز كمستشار قانوني للمساعد السابق للرئيس ترامب، مايكل كوهين في التحقيق في المدفوعات غير المشروعة لممثلة الأفلام الاباحية ستورمي دانيلز، ومن جهته ساعد جيرستمان في الوقت نفسه “ترامب” في التحضير لإطلاق حملته للرئاسة في برج ترامب في عام 2015، بحسب “نيكولاس مورغان”.وذكر التقرير، أن “غوثام” تهدف مثل “ميركوري” إلى تغيير السياسة الأمريكية بشكل حاسم لصالح حكومة السراج، حيث يلتقي الدبلوماسيون الأمريكيون مع الجانبين، لكن في بعض الأحيان كانت الاستراتيجية مشوشة، ففي أبريل الماضي، تم إجراء مكالمة هاتفية بين “ترامب” والمشير “حفتر”، حيث أثنى “ترامب” على “حفتر” لمحاربة الإرهاب وتأمين موارد النفط الليبية”، غير أن وزارة الخارجية الأمريكية في وقت لاحق انتقدت هجوم “حفتر” على طرابلس.وادعى جيرستمان في تصريحات سابقة لصحيفة “أحوال” إنه يلقي باللوم في إجراء ترامب تلك المكالمة إلى حلفاء حفتر في الخليج ومستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، الذي وصفه بأنه “كارثة”.بينما يوضح التقرير، أن “غوثام” عملت في الماضي مع المنظمات السياسية التركية، وهي منظمات غير مرتبطة بالحكومة التركية، ففي مايو 2017، عملت لصالح مجموعة واشنطن للدبلوماسية، وهي منظمة مرتبطة بفتح الله غولن، الداعية التركي المقيم في الولايات المتحدة، والذي تتهمه تركيا بتدبير انقلاب عسكري فاشل في عام 2016، وانتهى عقد الضغط الخاص بهذه المجموعة في فبراير 2018.وأكد التقرير أن “غوثام” تعمل الآن مع حكومة السراج، وهي حليف مهم لأنقرة في البحر الأبيض المتوسط، تحقيقًا لهذه الغاية، ولدى سؤاله عما إذا كان موقف تركيا من ليبيا يحظى بموافقة من الولايات المتحدة، أجاب “جيرستمان”: “آمل أن تتمكن تركيا من العودة إلى عالم الدول الذكية والديمقراطية، لكنني لا أرى أي شيء خاطئ في أن يكون لترامب علاقة جيدة بأردوغان … تركيا هي لاعب مؤثر في المنطقة، ولا يمكن تجاهلها”.وأضاف جيرستمان إن دعم حكومة السراج مهم أيضًا من الناحية الاقتصادية للولايات المتحدة كأكبر منتج للنفط، ولأن القيادة الأمريكية في أفريقيا عملت من خلال حكومة السراج لمكافحة الإرهاب، إلى جانب مكتب رئيس الوزراء في حكومة الوفاق، قامت “غوثام” بالتسجيل للضغط والتأثير نيابة عن هيئة الاستثمار الليبية منذ سبتمبر 2019.وأوضح التقرير أن محاولات “ميركوري” لرفع صورة طرابلس في واشنطن تشترك في هذه المواضيع، ففي رسالة نشرها ديفيد فيتر من “ميركوري” في 21 نوفمبر حول بيان صحفي يتعلق باجتماع ترامب مع مسؤولي حكومة السراج، أشار “فيتير” بوضوح إلى أن واشنطن قد اعترفت بحكومة السراج بصفتها الحكومة الليبية الرسمية منذ عام 2015، ووصفت الدعم الروسي للمشير حفتر كسبب لمعارضة تقدمه في طرابلس، بحسب زعمه.وأكد التقرير، أن هذه الحجج لم تقع على آذان صماء، في 25 نوفمبر، وبعد أربعة أيام من تصريح فيتير، وصف المسؤولون الأمريكيون وجود مرتزقة فاغنر بأنه “يزعزع الاستقرار بشكل لا يصدق”، وبعد مغادرته مؤتمر برلين للسلام حول ليبيا، تم سؤال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو من قبل مراسل حول ما إذا كان ترامب سيعترف بحفتر كقائد لليبيا إذا أخذ طرابلس، ورفض بومبيو الإجابة، لكنه استغرق لحظة للإشارة إلى مصالح الولايات المتحدة في البلاد.وقال بومبيو: “أمريكا لديها مصلحة في مكافحة الإرهاب هناك، كما أنه توجد فرص مهمة للطاقة في ليبيا”، وأعرب الوزير الأمريكي عن أمله في إعادة فتح المنشآت النفطية المغلقة، وهي خطوة اتهمت حكومة السراج المشير حفتر بالوقوف وراءها، بحسب كلامه.ركزت “ميركوري” و”غوثام” بشدة على المجالات التي تحظى بتأييد أمريكي، لكن ليس من الواضح كم الدور الذي لعبته جماعات الضغط في هذه المواقف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى